ماهو شعور الديجافو؟

هذا الشعور المربك … عندما يبدو لك المشهد ، أو المكان مألوفًا للغاية! مع العلم أنك على يقين بأنها الزيارة الأولى.

هذا غريب أليس كذلك ؟!

لقد أطلق العلماء على هذه الظاهرة مسمى “ديجافو” ، لكن ماذا تعني بالضبط ، وماهي تفسيراتها؟

على مايبدو هذه الظاهر منتشرة على نطاق واسع ؛ هناك إستطلاع أُجري لدراسة مدى الإنتشار . أوضحت النتائج بأنه حوالي ثلثي الناس قد إختبروا هذا الشعور مرة على الأقل في حياتهم!

على الرغم من هذا الإنتشار لايزال الغموض يحيط بهذه الظاهرة.

والسبب ببساطة يعود الى أنه من الصعب أن يتم توقع حدوثها عن الأفراد.

فلايمكننا اختبار الأشخاص ووضعهم تحت ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي ، ودراسة الظاهرة عن كثب عند حدوثها.

دعني عزيزي القاريء أستعرض لك مجموعة من النظريات المتعلقة بعلم النفس وعلم الأعصاب ، والتي تحاول تفسير بعض جوانب ظاهرة “الديجافو”.

ما الذي نعرف حتى الآن عن الظاهرة من الناحية الديموغرافية؟

العمر: هي أكثر شيوعًا بين الشباب ، وكلما تقدمنا ​​بالعمر كلما قل ظهورها.

الجنس: متساويه في الظهور بين أوساط الرجال والنساء.

الطبقة الإجتماعية: أكثر شيوعًا لدى أوساط الطبقة الإقتصادية العليا والأفراد الأكثر تعليمًا.

فرصة السفر والانتقال: الأشخاص الذين يسافرون بشكل متكرر أكثر عرضة لإختبارها. فقد وجدت إحدى الدراسات التي أجريت في عام 1967 أن 11 في المائة فقط من الأشخاص الذين لم يسافروا أبدًا قد إختبروا شعور ال “ديجا فو” ، مقارنة بـ 41 في المائة من الذين قاموا برحلة واحدة إلى أربع رحلات في السنة ،و 44 في المائة من المسافرين خمس مرات أو أكثر في السنة.

الإجهاد:أكثر شيوعًا عندما نكون متعبين أو متوترين.

الأدوية: بعض الأدوية قد تزيد من إحتمال اختبار الشعور.  هناك دراسة (دراسة حالة) نشرت في عام 2001 عن رجل يبلغ من العمر 39 عامًا، يتمتع بصحة عقلية جيده، وقد إختبر “الديجافو” بشكل متكرر عندما تناول الأمانتادين والفينيل معًا لعلاج الأنفلونزا.

 أسبابها؟

بشكل عام النظريات المفسّرة لهذه الحالة تندرج في أربع فئات – ولكن هذه النظريات لا تعطيك جميع الإجابات المفسّره، بل هي تكشف جوانب فريدة من الظاهرة فقط-

  • نظريات الإزدواج.
  • النظريات العصبية. 
  • نظريات الذاكرة.
  • نظريات الانتباه.

نظريات المعالجة المزدوجة 

تجدر الإشاره أولاً بأن هذه النظريات هي من أقدم النظريات المفسرة للظاهرة، وليس لديها أي دليل علمي تجريبي يدعمها الى الآن. 

باختصار، نظريات المعالجة المزدوجة تشير الى أن هناك عمليتين إدراكيتين/ عقليتين تعملان بشكل متوازٍ عادةً، ولكن بشكل غير مرتبط او متداخل،

وهنا أيضًا تنقسم العمليات الى ثلاث أنواع:

  1. الألفة والتذكر: تخبرنا هذه النظرية بأن الألفة والتذكر هما عمليتان إدراكيتان تعملان بشكل جماعي. ولكن ، لسبب ما، إذا تم إثارة الألفة عن طريق الخطأ فسنشعر بشعور لا أساس له من الصحه بأننا كنا موجودين في هذا الحدث من قبل.
  2. الإدراك والتذكر: أما هذه النظرية فتخبرنا بأننا نقوم بإدراك الأحداث أولا ثم بتشكيلها وتخزينها في الذاكرة، وهذا هو المسار الطبيعي! ولكن في بعض الأحيان عندما نشعر بالتعب أو التشتت فيمكن أن يحدث تشكيل الذاكره وعملية التخزين في نفس الوقت الذي نقوم به بإدراك ماحولنا. 
  3. الوعي المزدوج: اخيرًا هذه النظرية تقول بأن لدينا مسارين متوازيين من الوعي: وعي يقوم بإدراك العالم الخارجي، والآخر يقوم بإدراك تأملاتنا الداخليه. أحياًنا قد يشعر الوعي الخارجي بالتعب أو التشتت فيتولى الوعي الداخلي المسؤولية الأكبر ويخطيء من غير قصد بربط تجارب جديدة بتجارب قديمة من الذاكرة، وحينها نشعر بشعور الألفة. 

النظريات العصبية 

يوجد العديد من التحديثات لهذه النظرية، ولكن من أشهر التفسيرات هي التفسير المرتبط بتأخر إنتقال النبضات العصبية. بمعنى إن المعلومات تنتقل بواسطة العين عبر عدد من المسارات العصبية للوصول الى المراكز العليا في الدماغ. 

فإذا وصلت المعلومة عن طريق المسارين ولكن في أوقات مختلفة- لأي سبب بيولوجي كان- فقد ينظر الدماغ للرسالة الثانية(المتأخرة) على أنها معلومة قديمة.  

نظريات الذاكرة

تركز هذه النظريات على الطريقة التي يتم بها تخزين الذكريات وإسترجاعها. ويجدر الإشارة بأن هذه النظريات لديها بعض الدلالات التجريبية.

باختصار، وجد الباحثون أنه إذا تم عرض مشهد جديد على المشاركين يشابه مشهدًا كان قد عُرض عليهم مسبقًا، ولكن لم يتمكنوا من استرجاعه سيتولد لديهم هذا الشعور بالألفة أو “الديجافو”.

هناك ايضًا تفسير آخر مرتبط بالذاكرة، وهو طريقة إدراكنا لمفهوم ” الألفة”. 

هذه النظرية تزعم بأن مفهومنا للألفة خاطيء! بمعنى أن شعور الألفة يحدث عندما تواجه أو تختبر أمر مألوف بشكل غير متوقع.

أما إذا كان عقلنا متوقع رؤية شخص ما أو شيئًا ما فلن نشعر بمشاعر الألفة. فالألفة هنا مرتبطة بعدم توقع حدوث الأمر.

على سبيل المثال، إذا رأينا ساعي البريد أمام المنزل فهذا مشهد مألوف ومتوقع، أما إذا كنا خارج المدينة في اجازة مثلاً ورأينا ساعي البريد بشكل غير متوقع سنشعر بمشاعر الألفة أو “الديجافو”.

نظريات الانتباه

ببساطة تخبرنا بأننا نشهد الحدث مرتين: مرة تكون لفترة وجيزة ومن دون اهتمام كامل، والمرة الأخرى- وبعد فترة وجيزة – تكون  بإدراك كامل.

التصور الثاني يتطابق مع الأول ويفترض عن غير قصد أنه أقدم منه بالفعل، مما يؤدي إلى حدوث الظاهرة.

 

على الرغم من أن هذه النظريات قد تحمل جانبًا من الحقيقة الّا انه لم يتم إثبات أي منها بطرق علمية صحيحة. 

لذلك، في المرة القادمة التي تختبر فيها هذا الشعور، تأكد من الإستمتاع بأحد أسرار الإنسان الغامضة!

هل أعجبك المقال… إترك لنا تعليقًا. 

اترك رد