كيف تتغلب على الرغبة القوية؟

أولاً ، دعنا نتذكر معًا كيفية عمل الرغبة:

  1. أنت ترى صورة (في ذهنك ، أو في العالم الحقيقي).
  2. تقوم بجلب الذكريات.
  3. تتذكر التجربة السابقة المرتبطة بتلك اللحظات.
  4. يتكون لديك رد فعل جسدي ، على سبيل المثال : زيادة معدل ضربات القلب ، أو زيادة في معدل التنفس ، والإثارة وما إلى ذلك.
  5. أنت تقرر التصرف بناءً على تلك المشاعر المستحضرة.
  6. تقوم باتخاذ الإجراء ، على سبيل المثال: تضغط على زر “شراء” ، أو تفتح ذاك الموقع “المحظور”.
  7. تقوم بتخزين هذه التجربة في ذاكرتك ، بحيث يمكن استعادتها بسهولة مرة أخرى.

غالبًا ما تتم هذه الخطوات المذكورة أعلاه في غمضة عين ، مما يجعلها تبدو كما لو كانت قفزة واحدة ، من ١ إلى ٦. ولكن المفتاح يكمن في فهم أن هذه العملية ليست خطوة واحدة.

كلما كانت استجابتك سريعة للرغبة ، كلما أصبحت أكثر قوة و وبالتالي أصعب في قمعها!

تذكّر عزيزي القاريء بأن أي رغبة تقوى من خلال التالي: 

  • عدم وجود رادع.
  • المحفزات الموجودة في البيئة الخاصة بك.
  • نقص الوعي الذاتي “الشديد”
  • وأخيرًا … لأنك تقوم بالتصدي لها!

 

فكيف تتغلب على الرغبة ؟

أوجد رادع

عندما كان شريكي يسعى لقطع تناول الحلويات والسكريات من نظامه الغذائي قام بمنع إدخال أي قطعة حلوى للمنزل ، وقام بتحديد مدة زمنية لهدفة (٤٠ يوم مثلاً).

في البداية كان يشعر بأن الرغبة تقوى مع مرور الأيام ولكن المفاجئ في الأمر هو اختفاء الرغبة لتناول الحلوى عند قرب إنتهاء المدة!

إنها معركة سهلة للفوز لأنك تحتاج فقط إلى قوة إرادة مؤقتة لردع الرغبة (أنت من تقوم بوضع شروطها) .

ثم يمكنك تأمل الرغبة تختفي شيئًا فشيئًا منك!

غالبًا ما تدور الرغبات والعادات حول شيء معين ، أو وقت من اليوم ، أو مكان ، أو إجراء محدد. 

ما أعنيه هو أنه على سبيل المثال: إذا كنت تستخدم الكمبيوتر أو الإنترنت بشكل مفرط ، فإن الرغبات المختلفة التي تنشأ من الإنترنت ستؤثر عليك دائمًا وبقوة.

ومن ثم فإن “الرادع” هنا يكون في إبقاء جهاز الكمبيوتر أو هاتفك المحمول بعيدًا عنك بمجرد عودتك إلى المنزل.

أو إذا لم تكن بحاجة إليه ، قم بإيقاف المودم اللاسلكي في المنزل. 

هذا يعني  أنه -لبضع ساعات- لا يمكنك الوصول إلى الإنترنت. 

هذا الإجراء قد يمنع الرغبة في الظهور ، وحتى إذا تمكنت من الوصول لأجهزتك فإن هذا الإجراء يخلق المزيد من الوقت بين الخطوة ١ و ٦ المذكورة أعلاه.

يضمن الرادع عدم حصولك بسهولة على الأشياء التي تساعد على بقاء الرغبة.

أمثلة الروادع لا حصر لها. قد تشمل: إيقاف تشغيل الهواتف المحمولة في أوقات معينة من اليوم ، أو الذهاب للتنزه بدون أجهزتك المحمولة ، أو التخلص من جميع الأطعمة الدهنية أو الأطعمة السكرية من منزلك ، أو حذف  حسابات وسائل التواصل الإجتماعي من هاتفك ، أو حتى مطالبة عائلتك بالانخراط في بعض السلوكيات لمساعدتك على تجاوز رغباتك. على سبيل المثال ، اطلب من والدتك عدم طهي تلك الوجبة المفضلة ولكن “غير الصحية” لك خلال الستة أشهر القادمة!

قم بتغيير بيئتك 

اذهب في خلوة مع نفسك، أو قم بأخذ إجازة للإبتعاد عن روتينك المتوقع.

يمكنك تغيير إقامتك ، أو ربما دعوة أهلك أو أصدقائك للبقاء معك لبضعة أيام.

إن الرغبات والسلوكيات المسببة للإدمان تزدهر خلال الوحدة!

قم بتنمية وعيك الذاتي

لا شيء يعمل بشكل جيد من دون شعور قوي بالوعي الذاتي.

ما لم تصبح مراقبة عقلك وأفكارك عادة فلن تتمكن من معرفة ما يدور داخلك. ولا أعني هنا العقل الواعي فقط بل أيضًا العقل الباطن.

عقلك الباطن هو المكان الذي تولد فيه رغباتك.

بمجرد أن تبدأ في مراقبة العقل ستبدأ في رؤية أنماط واتجاهات معينة لديك. على سبيل المثال ، قد تدرك أنه عندما تشعر بالتعب والملل ، فأنت أكثر عرضة لرغبات معينة مقارنة بكونك نشطًا أو منشغلاً فكريًا.

قد تلاحظ أن قراءة كتاب يمنحك وضوحًا معينًا أو إنفتاحًا في الآفاق مما يمنع ظهور الرغبات الغير ضرورية. 

قد تلاحظ حتى أن هناك بعض الأطعمة التي تتناولها قد تسبب لك الخمول وبالتالي تصاب بالملل ، مما يؤدي إلى ظهور رغبات أخرى. 

ربما قد تدرك أن سماع موسيقى معينة يبقيك سعيدًا ، في حين أن المشاهدة على Netflix تجعلك تشعر بالملل! 

يساعدك الوعي الذاتي القوي بشكل كبير على عدم اتخاذ إجراءات متسرعة وغير صحيحة عند مواجهة رغباتك القوية.

تجاهل الحاجة لقمع الرغبة

إن أضمن طريقة لجعل الرغبة أقوى هي محاربتها.

تذكّر ، لا يمكنك محاربة رغباتك!

أنت عندما تصارع رغباتك أنت تقوم بتقويتها أكثر. 

ببساطة إذا كنت تريد التخلص من شيء ما ، فعليك أولاً تحديده في دماغك فقط أو الإعتراف بوجوده. 

وليس هناك داعي لمواجهته! لأنك إن ذهبت أبعد من مجرد تحديد السلوك أنت قُمت بتعزيز الفكر الموجود بالفعل حول هذا السلوك أو الشيء.

و هذا هو السبب في أنك كلما حاولت ألا تفكر في شخص أو شيء ما ، كلما ازدادت تلك الأفكار في ذهنك وكلما ازدادت سيطرتها عليك.

خُذ هذا المثال الكلاسيكي 

عندما أخبرك بأن هناك فيل ورديّ اللون يرتدي قبعة…. لا تقم بالتفكير به! 

أغمض عينيك الآن 

ماذا رأيت؟

إن أي شيء تجبره على الخروج من عقلك سيصبح أقوى ، ولكن أي شيء تسمح به يصبح عاجزًا بعد فترة. 

إذا لم تقم بقمع أو تشجيع الرغبة فإنها تختفي بسهولة كما جاءت.

إن الرغبات تبدو كأمواج البحر على الشاطئ! هي تأتي على فترات منتظمة لكنها لا تترك وراءها الكثير. 

في الواقع ، إن تأملها تأتي وتذهب قد يجلب الطمأنينة لقلبك … أنت فقط بحاجة إلى معرفة كيف.

هل أعجبك المقال؟ 

يمكنك قراءة المقال السابق الذي يشرح العلاقة بين الرغبة والجسد هنا.

اترك رد