جميعنا نعاني من حالات صعود وهبوط في المزاج من وقت لآخر؛
كأن يكون لديك أيام تشعر فيها بالحزن، وأخرى تشعر فيها بالابتهاج
حتى ولو لم يكن هناك سبب واضح لهذه التغيرات المزاجية.
طالما أن هذه التغيرات المزاجية لا تتداخل مع قدرتك على القيام بالأنشطة اليومية،
فإنها تعتبر في الغالب طبيعية وصحية.
ومع ذلك ، إذا كنت تشعر بتغيرات شديدة ومستمرة في مزاجك كنوبات متكررة من السعادة الشديدة أو الاكتئاب الشديد، فقد تكون هذه علامة على الحالة الصحة النفسية/ العقلية التي تمر بها.
كانت تُعرف هذه الحالة سابقًا باسم “الاكتئاب الهوسي” ، أما الآن فهي أكثر معرفة باسم “الاضطراب الثنائي القطب”
ما هو اضطراب ثنائي القطب ؟
الاضطراب ثنائي القطب هو حالة صحية عقلية تتسبب في تغيرات شديدة في مزاج الشخص ومستوى الطاقة لديه.
قد يعاني الشخص المصاب بالاضطراب ثنائي القطب من نوبة مرتفعة للغاية من التهيج والنشاط ( تعرف بنوبات الهوس) و أيضًا يعاني الفرد من نوبات إكتئاب.
يمكن أن تكون مدّة نوبات الهوس والاكتئاب قصيرة – من ساعات إلى بضعة أيام- أو يمكن أن تكون النوبات أطول بكثير- من أسابيع إلى أشهر-.
أنواع اضطراب ثنائي القطب
أنا أعلم بأن العديد من الأشخاص بما فيهم المختصين، يجدون صعوبة في التفريق بين هذه الأنواع.
سأقوم بشرحها بلغة مبسطة جدًا ومن ثم أضع لكم صورة توضيحية حتى يسهل استيعاب المعلومة.
وفقًا لجمعية الطب النفسي الأمريكية ، هناك أربع فئات رئيسية من اضطراب ثنائي القطب
إن الاختلاف هنا يكمن في نوع النمط والمدة الزمنية.
إبقى متيقظًا معي.
اضطراب ثنائي القطب (النوع الأول)Bipolar I
ببساطة لابد أن تكون لديك نوبة هوس واضحة تستمر لمدة أسبوع على الأقل.
قد تحدث ايضًا بعض نوبات اكتئاب و تستمر لمدة أسبوعين على الأقل. أو قد يكون لدى الشخص نوبات هوس مع بعض ملامح الاكتئاب أو نوبات الاكتئاب مع بعض ميزات الهوس (اختلاط في النوبات).
ولكن مايصنع الفرق هنا هي ظهور نوبة شديدة من الهوس.
خلال نوبة الهوس قد تلاحظ السلوكيات التالية:
- قد تترك وظيفتك بشكل متهور
- أو تفرض مبالغ ضخمة على بطاقات الائتمان
- أو تشعر بالراحة والنشاط بعد النوم لمدة ساعتين فقط!
- أو تكون لديك أحاسيس العظمة
- أو تتحدث لساعات من دون توقف
- أو السرعة في الكلام
- أو زيادة في السلوك الجنسي
- أو زيادة في سلوك الإقدام على المخاطر
- أو تشتت الانتباه أو التفكير…
دعني أخبرك عن الخطورة هنا في هذا النوع الأول.
عندما يكون الشخص غارق في اكتئاب شديد (نوبة اكتئاب) ومن ثم يشعر بتسلل الطاقة الى جسمه بشكل تدريجي (نوبة هوس قادمة) للأسف يقدم على الإنتحار.
إن العديد من الإحصائيات تخبرنا بأن معدل الانتحار في مرحلة التحول ما بين النوبتين عالي جدًا.
لذلك فأن أول خطوة في العلاج هنا تعتمد على العلاج الدوائي والغاية هي تثبيت كيميائية جسم الفرد على حالة مزاجية واحدة، ومن ثم يتم التدخل بالعلاج النفسي والمعرفي.
اضطراب ثنائي القطب (النوع الثاني)Bipolar II
من أجل أن تشخّص في هذه الفئة فلابد أن تكون قد عانيت على الأقل من حلقة اكتئابية رئيسية في حياتك، وربما نوبة أو بعض نوبات هوس خفيفة.
الأعراض الشائعة التي تحدث في نوبة الاكتئاب الرئيسية ما يلي:
- الأرق أو فرط النوم
- بكاء غير مبرر أو لا يمكن السيطرة عليه
- التعب الشديد
- تغيرات في الشهية
- تغيرات في الجهاز الهضمي
- فقدان الاهتمام بالأشياء التي يستمتع بها الشخص عادةً
- تكرار أفكار الموت أو الانتحار
اضطراب السايكلوثاميك Cyclothymic
اعراضه تمامًا كاضطراب ثنائي القطب؛ تقلبات مزاجية دورية، ولكن بشكل أخف نسبيًا لمدة عامين أو أكثر. تكون الارتفاعات والانخفاضات في السايكلوثاميك ليست بالشدة الكافية لتصنيفه على أنه هوس أو اكتئاب شديد.
في الغالب هذه الحالة أكثر ظهورًا في مرحلة المراهقة أو لدى كبار السن.
إن الأشخاص المصابين بهذا النوع من الاضطراب يتصرفون بشكل طبيعي، على الرغم من أنهم قد يكونوا “مزاجيين” أو “صعبين في التعامل” نوعًا ما.
غالبًا لا يسعى الأشخاص المصابين بهذا النوع من الاضطراب للعلاج لأن تقلبات المزاج لا تبدو شديدة. ولكن إذا تُرك بدون ملاحظة، قد يزيد من احتمالية الإصابة باضطراب ثنائي القطب.
اضطراب ثنائي القطب بسبب وجود اضطراب طبي آخر أو بسبب تعاطي المخدرات
هناك العديد من الاضطرابات التي قد تلبي معايير التغيرات المزاجية الغير طبيعية ولكنها لا تتطابق مع الأنماط الثلاثة السابقة.
على سبيل المثال ، قد يعاني الشخص من أعراض اكتئابية خفيفة أو هوس خفيف تستمر لفترة أقل من العامين المحددين للسايكلوثاميك.
مثال آخر: شخص يعاني من نوبات اكتئاب ، ولكن أعراض ارتفاع الحالة المزاجية غير ملاحظة أو قصيرة جدًا بحيث لا يمكن تشخيصها على أنها هوس أو هوس خفيف.
الأسباب
كما هو الحال مع معظم الاضطرابات النفسية، لا يزال الباحثون غير متأكدين من أسباب هذه الحالة.
من المحتمل أن تؤدي مجموعة من العوامل إلى زيادة استعداد الشخص للإصابة بهذا الاضطراب.
وفقًا لبعض الأبحاث، قد تشمل هذه العوامل بنية دماغية مختلفة، أو طريقة مختلفة لعمل الدماغ، أو مجموعة من العوامل الوراثية، أو تاريخ العائلة (حيث يميل هذا الاضطراب إلى الانتشار في العائلات كمرض وراثي).
الخبر الجيد هو أن هذا الاضطراب قابل للعلاج.
ومن خلال التشخيص والعلاج المناسبين يمكن للأشخاص المصابين بالاضطراب ثنائي القطب أن يعيشوا حياة طبيعية ومنتجة وبإبداع أيضًا.
هل تريد قراءة المزيد عن هذا الإضطراب؟ أخبرنا في التعليقات أسفل.
المصادر:
American Psychiatric Association. (2017). Diagnostic and statistical manual of mental disorders: Dsm-5.Arlington, VA.Beidel, D. C., & Frueh, B. C. (2018). Adult Psychopathology and Diagnosis. Hoboken, NJ: Wiley.