عندما أحاول تحقيق أهدافي وطموحاتي تزداد لدي مشاعر القلق

جميعنا قد صادفنا أناسًا مثابرين في الحياة. 

الأشخاص الذين يحتضنون أحلامهم بجدية، و يتابعونها بشكل يومي بمزيج من الحماس والإنضباط. 

الشغوفين بنشاط أو موهبة معينة. 

يفعلون كل مايتطلبه الأمر لتكريس أنفسهم بشكل كامل لتحقيق طموحاتهم… 

في الغالب تكون النتائج رائعة جدًا! 

ومع ذلك، قد يكون هناك منحًا آخر يصاحب هذه الرحلة -رحلة تحقيق الأهداف-

وهو التسلل البطيء لأعراض القلق والتوتر!

 

لماذا عندما أحاول تحقيق طموحاتي تزداد لدي مشاعر القلق؟!

  • الضغوطات الداخلية 

بمجرد أن تبدأ خطواتك الأولى لتحقيق أهدافك، قد تشعر بثقل 

الضغط المتمثل في توقعات الآخرين. 

ولكن تصوّر عزيزي القاريء بأن هناك من هو أشد ثقلاّ عليك من آراء

الناس! 

نعم! 

هي “أنفسنا”. 

نحن جميًعا لم نولد كاملين، هناك دائمًا هذا الشعور بعدم الكفاية 

والنقص في دواخلنا. 

وهذه هي طبيعة الحياة. أليس كذالك؟

لكن…

هذه الحقيقة ليست مقبولة عند الجميع بالتساوي؛ فالكثيرين 

يشعرون بالقلق إزاء أعمالهم لأنها لا تبدو جيدة بما فيه الكفاية.

عندما نعلق أمالاً كبيرة على أنفسنا سندخل في دوامة القلق التي

 قد تبدأ بالشعور بعدم الكفاية…..أو أن الأمور خارجة عن السيطرة 

ولا يمكن التعامل معها……وإنتهاءً بآلام في المعدة، وضيق 

الصدر، والغثيان أو الذعر….الخ

إن الحرب ضد التوقعات العالية التي تواجهك في طريق تحقيق 

الأهداف قد لا تهدأ الا من خلال

وضع أهداف واقعية ذات معايير ذكية وقابلة للتحقق بشكل تدريجي

بحيث تتيح لك الفرصة للتوقف، و الإحتفال بالإنجازات البسيطة!

  • قيود الوقت

إن وتيرة الحياة في تسارع، و المتطلبات المتعلقة بالعمل، 

والعلاقات، والحياة العائلية و…و… تستوجب إتمامها في غضون ال

 ٢٤ ساعة اليومية. 

قد يكون من المستحيل إتمام كل شيء من غير التضحية بأحدها – 

سواء التضحية الكاملة أي عدم العمل على إتمام المهمة، أو 

إتمامها بشكل ناقص- 

وهنا قد تشعر بعدم إتزان الحياة، وبالتالي تزداد لديك مشاعر القلق

 والتوتر وعدم الراحة.

هناك العديد من نظريات إدارة الوقت التي قد تساعدك في متابعة

 تحقيق حلمك بدون التضحية بصحتك النفسية. 

إحدى النصائح التي قرأتها  مؤخرًا في كتاب “Randy Zuckerberg

 “Pick Three بأن عليك وضع قائمة للمهام بشكل أسبوعي وإختيار

 ثلاث مجالات في اليوم للتركيز على إتمامها. 

مثال لقائمة المهام  قد تكون (النوم، الأسرة، الأصدقاء، اللياقة 

البدنية، العمل، القراءة… وهكذا). 

جربها وقم بالإحتفال إذا أتممت المهام الثلاث اليومية! 

  • إضفاء طابع صارم لهويتك الذاتية

إن الرغبة الشديدة للوصول للأحلام، وإعطاء معايير وتصورات محددة 

للشخص الذي تود أن تكون عليه – كاتب، طبيب، بطل رياضي…-  

يخلق ضغطًا مضاعفًا في طريقك للوصول الى هذا الحلم. 

إن الدراسات تشير الى أنه بينما يتطّلع معظم الناس للوصول الى 

القمة وتحقيق الأهداف، لا يستطيع سوى قلّة منهم إدارة القلق

 الذي يصاحب هذا النجاح. 

إن الأفكار السلبية التي نواجهها- الخوف من الفشل… المثالية… 

عدم الرغبة في خوض التحديات- تخلق الكثير من التوترات في 

النفس، وتجعل طريقنا للوصول للقمة أكثر صعوبة.  

ربما عليك أن ترى نفسك بشكل  يتجاوز طموحك…. أنت مثلا المعلم 

 والاب والاخ … أنت بجميع أدوارك في الحياة!

إن استمرارنا في دفع أنفسنا نفسيًا وجسديًا نحو تحقيق الأهداف 

من غير توقف، قد يزيد من خطورة ظهور أعراض القلق والتوتر. 

فالمخ يعمل كأي عضلة في جسم الأنسان؛ قد يفقد قوته من

 الإرهاق الشديد، وبالتالي يمهد الطريق لتطور بعض الاضطرابات

 العقلية بما في ذلك القلق.

هناك العديد من الدراسات في مجال الصحة النفسية مهتمة 

بدراسة تأثير القلق المزمن على المدى البعيد، حتى إن البعض قام

 بمقارنة القلق المزمن بأمراض عضوية كمرض السكري!

إليك أيها الإنسان الشغوف بعض النصائح

  • قم بالإحتفاظ بكتيب بالقرب من وسادتك لتفريغ القلق المصاحب لرحلة تحقيق الأهداف. أكتب أيضًا عن حلمك وعن خطوات تحقيقة. 

  • خذ أوقات استراحة في اليوم لتمارس بعض أنشطة الاسترخاء والتنفس العميق. لا تقلل من شأن هذه، المحطات القصيرة من التأمل في يومك؛ هي حقًا تقلل من القلق وترخي العضلات. 

  • إذا أحسست بأنك بحاجة الى شخص للتحدث معه عن الإجهاد اليومي كنوع من التنفيس لا تتردد بالبحث عن معالج نفسي. لست بحاجة لمرض عقلي معقد لأخذ جلسة نفسية كل اسبوع. بالمناسبة إن أغلب المعالجين النفسيين – اذا لم يكن الجميع منهم- يحضرون جلسات نفسية كل أسبوع لإعادة التوازن لأفكارهم ومشاعرهم.

السعي وراء حلمك ليس من الضروري أن يأتي مع وابل من القلق أو التوتر. فقط أنشئ جدول فعّال لإبقائك على المسار الصحيح، ولتعيش أحلامك بصحة نفسية وجسدية ممتازة!

 
هل أعجبك المقال… أكتب لنا! 

اترك رد