هل هو حب أم عنف عاطفي؟

الكثير يجد صعوبة في التحدث عنه أو تحديد ماهيته. 

ببساطة قد يكون السبب في ذلك هو أنك لا تستطيع رؤيته.

أنت هنا لا ترى كدمات واضحة أو كسور في العظام!

إن إحدى أكبر المشكلات التي يواجهها ضحايا الإعتداء النفسي(العاطفي) هي أن الآخرين نادرًا ما يأخذون الموضوع على محمل الجد.

فكر في أحد الأشخاص الذين يسببون لك الأذى النفسي، ثم أجب على التساؤلات التالية:

  • هل تشعر أن هناك خطأ ما في علاقتك مع ذلك “الشخص” ، ولكنك لا تعرف كيف تصفها؟
  • هل قيل لك أنه لا أحد يريدك، أو أنك محظوظ لكونك تحت رعاية ذلك “الشخص”؟
  • إذا كنت ترغب في إنفاق المال (حتى لو كان مالك الشخصي)، فهل يحسب لك ذلك “الشخص” كل قرش ، أو ربما يقول أنك لا تستحق شيئًا؟
  • هل يهددك ذلك “الشخص” بالطرد أو بالتخلي عنك؟
  • هل تشعر أن ذلك “الشخص” لا يقدّر أفكارك أو مشاعرك؟
  • هل تشعر أنه لا يمكنك فعل أي شيء صحيح في عين ذلك “الشخص”؟
  • هل تشعر أن ذلك “الشخص” يسيطر على حياتك بشكل مباشر أو غير مباشر؟
  • هل يلومك ذلك “الشخص” على كل خطأ؟
  • عندما تحاول التحدث إلى ذلك “الشخص” عن مشكلة معينة، هل يطلق عليك أسماء غير لائقة أو يقوم بالتنمر عليك؟
  • هل يستخدم ذلك ” الشخص” (بعض الحاجات المشتركة بينكم كالأطفال مثلاً) ضدك أثناء الجدال؟
  • هل يمنعك ذلك “الشخص” من الذهاب إلى العمل أو الدراسة، أو حتى ممارسة بعض الهوايات لأسباب غير منطقة أو بدون سبب؟

كيف أعرف ما إذا كنتُ أحد ضحايا العنف العاطفي/ الاعتداء النفسي؟

قد ترى صعوبة في وسم علاقاتك المعقدة بكلمة “إعتداء”! 

ربما أنت تشعر بأن هذه الكلمة تحمل الكثير من ” الدراما”

على الرغم من أنك قد أجبت ب “نعم” على أغلب الأسئلة السابقة. 

أيّها العزيز!

 إن المعيار هنا في كون السلوك/العلاقة غير صحيّة هو في كيفية تأثيرها على شعورك وأحاسيسك. 

إذا شعرت بأن “ذلك الشخص” يصغّر من حجمك، أو يسيطر عليك كما لو كنت غير قادر على التحدث 

فهذا غير مقبول! 

إذا شعرت بأنه يحاول منعك من التعبير عن نفسك فهذا غير مقبول! 

إذا شعرت بأنه يجب عليك تغيير أفكارك وسلوكياتك لاستيعاب سلوك شريكك فقط!…. فهذا سيء وغير مقبول! 

قد يكون هناك العديد من الأسباب التي تدفع “الشخص المسيء” للتصرف بهذه الطريقة معك، كأن يكون قد نشأ في بيئة صعبة أو مرّ بظروف قاسية…الخ. 

ومع ذلك لا يمكن أن تكون هذه الأسباب ذريعة لسلوكه- سواء بقصد أو بغير قصد- تجاهك. 

الآثار النفسية للعنف العاطفي/ النفسي. 

كأي شكل من أشكال العنف، فإن العنف النفسي/العاطفي يترك آثار عميقه على ضحاياه.

العديد من الإضطرابات النفسية تم رصدها كنتيجة للعنف العاطفي ، بما في ذلك القلق، والإكتئاب ، وحتى اضطراب مابعد الصدمة في الحالات الشديدة.

 بالإضافة الى أن بعض الآثار المترتبة على العنف النفسي/ العاطفي تؤدي إلى إعتناق الضحية بعض الاعتقادات الخاطئة تجاه أنفسهم، مما يؤثر بدوره على إحترام و قيمة الذات لديهم.

ليس هذا فقط! 

يمكن أن يؤثر أيضًا على كل عنصر من عناصر حياتهم، بما في ذلك أدائهم الأكاديمي ، وعلاقاتهم الأخرى ، ونجاحهم في العمل لاحقًا في حياتهم. 

في الواقع ، عندما تكون الإساءة اللفظية شديدة بشكل خاص ، يمكن أن تؤثر على ما إذا كان يمكن للأشخاص رؤية أنفسهم ناجحين في أي مجال من مجالات الحياة.

كيف تتعامل مع العنف العاطفي/ النفسي

قبل أن أملي عليك بعض الحلول لابد أن تدرك حدوث الإساءة في حياتك!

إذا كنت قادر على تحديد أي جانب من جوانب الإساءة في علاقتك، فمن المهم أن تقرّ بذلك أولاً وقبل كل شيء. 

عندما تكون صادقًا مع ذاتك ومع ماتختبره ذاتك ، فعندها يمكنك البدء في إحداث تغيير في حياتك. 

إليك هذه الإستراتيجيات:

  • إجعل صحتك النفسية والبدنية في أعلى سلم الأولويات 

توقف عن إرضاء “الشخص” الذي يسيء لك! إعتني باحتياجاتك وأفعل شيئًا يؤكد هويتك. ولاتنسى أن تأخذ قسط من الراحة وتناول الوجبات الصحية. يمكن لهذه الخطوات البسيطة من العناية الذاتية أن تقطع شوطًا كبيرًا في مساعدتك على التعامل مع ضغوطات الإساءة اليومية. 

  • توقف عن لوم نفسك

قد تتساءل: لماذا قد يتصرف معك شخص بهذه الطريقة بينما هو يخبرك بأنه يحبك؟ لابد أن يكون هناك خطب ما بك… أليس كذلك؟

دعني أخبرك بأن هذا الإعتقاد غير صحيح!

أنت لست المشكلة.

إن التعنيف هو خيار قبل أن يكون سلوك. لذا توقف عن لوم نفسك على شيء خارج نطاق سيطرتك.

  • إعلم بأنك لا تستطيع “إصلاح” الشخص المسيء!

مع إحترامي الشخصي لكل مساعيك وجهودك، لكنك لن تتمكن من تغيير هذا ” الشخص” عن طريق التصرف بسلوك مخالف لسلوكه. 

 ذكّر نفسك أنه لا يمكنك التحكم في أفعال الغير وأنك لست المسؤول عن اختياراتهم.

 الشيء الوحيد الذي يمكنك إصلاحه أو التحكم فيه هو ردود فعلك. 

  • لا تنخرط مع “الشخص” المسيء

إذا حاول هذا الشخص بدء مشادة كلامية معك أو بدأ بإهانتك بطريقة ما، فتوقف عن محاولات تهدئته، أو تقديم تفسيرات أو مبررات أو أعذار… ببساطة إبتعد عن المكان إذا أستطعت. 

إن الإنخراط مع هذا “الشخص” يجعلك أكثر عرضة للإساءة والألم. 

بغض النظر عن جميع محاولاتك أنت لن تتمكن من تصحيح الأمر أو تغيير نظرته عنك في عينيه… أليس كذلك؟!

  • قم ببناء شبكة دعم 

إكسر الصمت! تحدث الى صديق تثق به، أو أحد أفراد أسرتك، أو حتى معالج نفسي عن ماتمر به. 

خذ وقتًا بعيد عن هذا “الشخص” المسيء قدر الإمكان ، واقض وقتًا مع الأشخاص الذين يحبونك ويقدمون لك الدعم. 

آمل أن نكون قد ألممنا بتعريفك بالعنف العاطفي/ النفسي قدر الإمكان.

 و مع ذلك  إنني أدرك أنه لا يزال هناك العديد من الفجوات والجوانب المظلمة في العلاقات الغير صحية والتي لم يتسع المجال لذكرها هنا. 

أخبرنا بما تشعر به في التعليقات أو برسالة بريد إلكتروني. 

 

 

المصادر 

Engel, B. (2009). The emotionally abusive relationship: How to stop being abused and how to stop abusing. Winnipeg: Media Production Services Unit, Manitoba Education.

When Is It Emotional Abuse? | Psychology Today. (n.d.). Retrieved May 8, 2020, from https://www.psychologytoday.com/us/blog/traversing-the-inner-terrain/201609/when-is-it-emotional-abuse

Effects of Emotional Abuse on Adults | HealthyPlace. (n.d.). Retrieved May 8, 2020, from https://www.healthyplace.com/abuse/emotional-psychological-abuse/effects-of-emotional-abuse-on-adult

اترك رد