يمكننا أن نفهم جميعًا الخوف من الثعابين، المرتفعات، الدم…
وحتى الخوف من المهرجين.!
ولكن
الخوف من السعادة؟!
من الصعب إستيعاب أن الشخص خائفًا من السعادة باعتبارها مطلب الجميع!
- هل أنت خائف من الشعور بالسعادة؟
- هل تعتقد أنك لا تستحق أن تكون شخصًا سعيدًا؟
- عندما تكون سعيدًا، هل تبدأ بالتفكير بأن شيئًا غير سارً سيحدث بعد ذلك؟
اذا كانت اجابتك ب “نعم” لواحدة من هذه الأسئلة، فهذا يعني أنك تضع مسافة ١٠ أقدام بينك وبين الشعور الحقيقي بالسعادة.
إن الشعور بالسعادة والقلق منها في الغالب يسبب إرباكًا داخليًا لديك لأنه عندما تعتقد بأنك يجب أن تكون سعيدًا وفي أفضل حالاتك، قد لايستجيب جسدك للشيء نفسه، فلا تصل للمعنى الكامل للسعادة.
أيّها العزيز، لا يتعين عليك ترك القلق يتداخل مع الأشياء الجيدة التي تحدث لك. فإذا لم تكن على مقدرة من منع هذا الشعور فالأفضل لك أنت تفهم الأسباب الكامنة وراءه، واتخاذ الإجراءات اللازمة لإيقافه.
“لابد وأنه هدوء ماقبل العاصفة” …..لماذا لا أستطيع أن أعيش لحظة السعادة؟
إن الأشخاص الذين يميلون للتفكير بالمثالية قد يخشون الشعور بالسعادة؛ لأنهم قد ربطوا السعادة بالكسل أو بالإحساس بعدم الإنتاجية.
وحتى لا تشعر بالقلق عزيزي القاريء، أنا لا أسعى هنا لوسمك بأي إضطراب نفسي!
قد تكون شخص سوي وطبيعي ولكن في معتقداتك العميقه نقشت هذا الإعتقاد أو الرابط بين المفهومين.
وقد يكون هذا الإعتقاد ناتج عن مجموعة تجارب في حياتك!
بحيث قمت أنت/ أو ربما شهدت عن آخرين بعض الأحداث الإيجابية/السعيدة والتي إنتهت بالكثير من السلبيات والأحداث المؤلمة!
وقد يقوم عقلك أيضًا بتصفية الذكريات وإستبعاد الأوقات السعيدة التي لم يتبع فيها شيء مميز! وبذلك أنت خرجت بهذه القاعدة الثابته لديك.
وأنا لا أتحدث عن حدث أو حدثين!
قد تكون قد إختبرت سلسلة من الأحداث تمتد الى أيام طفولتك.
وقد يكون لعامل الشدّة (شدةالحدث) تأثير على تبنيك لهذه القاعدة.
تخلق الأحداث الصادمة- جسديًا وعاطفيًا- ذاكرة قوية لدرجة تنسي الإنسان الجوانب الأخرى المميزة في الحدث (حتى وإن كان مجرد حدث واحد في حياتك).
فعندما يتطور هذا النوع من الذاكره -الذاكرة الحسية العاطفية – حول تجربة سعيد تنتهي بخيبة أمل وألم شديد، تقوم المرشحات الحسية في الجسم بتجنب أي فرصة للشعور بالفرح خوفًا من حدوث أمر سيء آخر.
أيضًا شعور الإكتئاب غالبًا مايصاحبه سلوك الإنسحاب من الأنشطة الإجتماعية- سواءً كان ذلك بوعي او بدون وعي-
وهنا قد يتكوّن إرتباط لدى الشخص بأن الشعور بالفرح المصاحب للإجتماعات دائمًا ما يلحقه شعور بالحزن ( ببساطة يقوم العقل بالربط بين السعادة المصاحبة للإجتماعات والشعور بالحزن، وليس بسبب الاكتئاب؛ فيتكون لديه الشعور بالقلق إزاء السعادة بحد ذاتها)
ربما أيضًا، أنت تشعر بالخوف من أن تخذل نفسك؟
قد لا تعرف كيفية التعامل مع قلقك عندما تتغير ظروف الحياة. في هذا النمط من التفكير، أنت تسابق عقلك!
لا تستطيع الإحساس بالمشاعر الحالية- السعادة-
تفكيرك يذهب مسرعًا نحو اللحظة التي لم تأتي بعد.
ببساطة انه الخوف من التغيير والرغبة في البقاء في مكانك.
ماذا وجدت؟ هل تعتقد أنك تعاني الخوف من السعادة؟
كنصيحة بسيطة… إبدأ بشكل تدريجي ببناء نمط تفكير إيجابي مرتبط بالسعادة.
من المهم أن تبدأ بأمور صغيرة ومن ثم تصعيدها لمهام أكثر تعقيدًا.
أسمح لنفسك بالتعرف على مشاعر الراحة المرتبطة بالسعادة.
قم بالإستمتاع بيوم مشمس.. إذهب الى الشاطيء…إحدى الحدائق العامة.. أو حتى مقهى وتناول قطعة من الكعك…. إستشعر السعادة في هذه النشاطات البسيطة.
إسمح لنفسك بالشعور بالرضا لإكمال المهمة!
كرر هذه المهام على الأقل مرتين بالأسبوع.
إسأل نفسك.
هل حدثت كارثة بعد إحساسك بالسعادة؟
قم بتدوين ملاحظاتك حول الأحداث اللاحقة لكل مهمة.
أعتقد أن هذه المهام كفيلة بتخفيف مشاعر القلق لديك.
ولكن عزيزي القاريء…
إذا كان مصدر خوفك هو صدمة متبقية من الطفولة، فمن المهم معالجة مثل هذه التجارب المؤلمة، ومراجعة الإرتباطات اللامنطقية التي تم تكوينها في ذهنك خلال السنوات الماضية.
اعتقد ان المقالة تصفني تماماً!
اعاني من القلق وهذا شي مؤكد ولكنني استمر بالتفكير بكل الاحتمالات الخاطئة التي من الممكن ان تحدث بعد اي حدث سعيد
اصبحت اخشى مشاركة الناس تفاصيل حياتي
هل اتعايش مع القلق ؟ ام انبذه واحاول التخلص منه وهذا يسبب لي قلق ايضاً 😂
عزيزتي Muni
شعور القلق بحد ذاته هو شعور غريزي. لذلك لن أنصحك بنبذ القلق لأن الجميع يشعر بالقلق الى حد ما!
هناك نسبة متفاوته من المخاطر و الضغوط في أغلب السياقات التي نمر بها حتى في السياقات التي نكون فيها متأكدين بروعة النتائج.
لكن الخوف الذي يجب الحذر منه هو الخوف الذي يشللك ، أو يقف في الطريق بينك وبين قدرتك على أن تعيش بسلام نفسي واجتماعي ووظيفي.
إن السعادة أحيانًا تعني أنك تخسر شيئًا، تخسر شعور الألفة و البهجة في تلك اللحظات، قد ينبع هذا الخوف من حاجة لاشعورية لحماية نفسك من هذا الفقدان.
لذلك مفتاح التغلب على الخوف من السعادة هو فهم كيفية وصولك إلى هذه المرحلة في المقام الأول.
عليك بالتأمل الذاتي ، والوعي بما يحاول (هذا القلق) إخبارك به.
أما إذا أحسست بأنك غير قادرة على السيطرة علي هذا الشعور مما يسبب لك مشاكل في الحياة الشخصية/الإجتماعية/المهنية،
فلابد من مراجعة مختص نفسي لمساعدتك في مواجهة مخاوفك العميقة.
أتمنى أن تكون إجابتي قد ألهمتك بعض الشيء.
وأنا أعتذر عن تأخري في الرد.